الثلاثاء، ٢٧ أبريل ٢٠١٠

قصة شهيد - 1


(ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم  من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون)

والتقى ثلاثتهم ونظر بعضهم إلى بعض كأن كل منهم يسأل الأخر كيف أتيت إلى هنا وما هذه الرائحه العطره التى تملأ المكان واين نحن وقبل ان يكتمل السؤال جاء الرد أنتم فى الجنه.....بل فى دار الشهداء فى الفردوس الاعلى من الجنه وفوقكم عرش الرحمن....فهل رضيتم أيها الشهداء؟
قال اولهم:
من يوم وعيت على الارض.................وأبى ينادينى جهاد
هذا ليس لقب................ ولكنه اسم محفور فى شهادة ميلاد
قال لى أبى ........................جهاد اسمع منى هذه الكلمات
الإسلام هو دينك ومحمد رسولك والقرأن كتاب الله احفظه بين ضلوعك
أريدك فى الصف الاول فى المسجد لتقيم صلاتك
وفى الحلقه فلتسمع شيخك وتستغفر وتردد أذكارك
واريدك الولد الطيب بشوش الوجه متسامح بين رفاقك
واجتهد بنى فى دروسك فبالعلم ينهض وطنك وتحقق حلم أجدادك
وأريدك فارس مغوار لا يخشى فى الحق لومة لائم
وأعلم بنى إن حب الدين والوطن يسرى فى دمى ودمائك
وأعلم أن الحياة قصيرة ولا يطيلها إلا صالح أعمالك....

وعندما أتممت العاشره من عمرى أتممت حفظ القرأن
وقال شيخى أذهب وبشر أباك فهو بك اليوم من أسعد الرجال
فركضت وأنا أرى وجه أبى مبتسما فرحا مفتوح  الذراعان
وعلى بعد خطوات سمعت صوت طلقات وصراخ إمرأة وبكاء أطفال
وفوق التل وجدت أبى مبتسما مخضبا بالدماء وجسده قد امتلأ بالطلقات
أبى  ختمت القرأن فقال مبتسما  حققت أول أحلامى فلتكمل بعدى يا جهاد
إن الحريه إما نصر أو إستشهاد....ان الحريه إما نصر أو إستشهاد...

اليوم أتممت الخامسة عشر وتعلمت فنون القتال...أبى اصبحت اليوم الفارس المغوار
وعملية تلوالعمليه فجرنا معسكر الأعداء ...أبى إما النصر او الاستشهاد

اليوم صبيحة الجمعه أتممت عامى العشرون
واليوم لقائنا أنا ورفاقى عند التل هناك  فى الجنوب
قبلت أمى وفى عينيها دمعة تسألنى هل ستعود..?
فقلت لا تبكى يا أمى وقولى سلاما يا بن الشهيد
علمتينى الا أرضى الظلم وأن اسلك نهج ابن الوليد
ادعى لى ياأمى أن أقبل ولا أدبرحتى القى رسولنا الكريم
موعدى معه فى الجنة ومع صحابته ومع كل شهيد
أمى لا تحزنى ولا تبكى إذا عدت اليك وقد أصبحت شهيد

ذهبت وقد أخلصت النيه يارب إرزقنى الاستشهاد
وقابلت رفاقى وكل اخذ مكانه وبدأنا الاستعداد
ورمينا القذائف وفجرنا معسكرا للاعداء
وتذكرت كلام أبى  إما النصر او الاستشهاد
وفجأة حلقت فوقنا طائرة وقذفت علينا القذائف وحولتنا إلى أشلاء

ورأيت الملائكة تزفنى وحور العين تنادينى
أمى لقد هاجرت إلى الله ورسوله فما عندكم ينفذ وما عند الله باقى
سامحينى يا أمى يازوجة الشهيد وام الشهيد الله يرعاكى
لقائنا فى الجنة عند الحوض وبلغى منى السلام لكل احبابى
هذه حكايتى فى الدنيا وانتم ايها الشهداء ما حكايتكم؟ 
للقصة بقيه ان شاء الله.