الأربعاء، ٢٤ مارس ٢٠١٠

أين قلبك؟


هل سألت نفسك فى يوم من الأيام عن حال قلبك كيف هو ؟ امع الله؟ أم مع الدنيا؟ أهو قلب حى ينبض بحب الله ؟ أم .............؟
جاوب ابن القيم عن هذه التساؤلات فى كتابه الوابل الصيب وقسم القلوب إلى ثلاثة أنواع وما عليك إلا ان تعرف اين قلبك من هذه القلوب
القلب الأول: وهو قلب خال من الأيمان وجميع الخير فذلك قلب مظلم قد استراح الشيطان من إلقاء الوساوس إليه لأنه قد إتخذه بيتا ووطنا وتحكم فيه بما يريد وتمكن منه غاية التمكن
القلب الثانى: قلب قد إستنار بنور الإيمان وأوقد فيه مصباحه لكن عليه ظلمة الشهوات وعواصف الأهواء فللشيطان فيه إقبال وإدبار ومجالات ومطامع فالحرب دول وسجال وتختلف أحوال هذا الصنف بالقلة والكثرة فمنهم من أوقات غلبته لعدوه أكثر ومنهم من أوقات غلبة عدوه له أكثر ومنهم من هو تارة وتارة
القلب الثالث: قلب محشو بالإيمان قد إستنار بنور الإيمان وانقشعت عنه حجب الشهوات وأقلعت عنه تلك الظلمات فلنوره فى صدره إشراق ولذلك الإشراق إيقاد لو دنا منه الوسواس إحترق به فهو كالسماء التى حرست بالنجوم فلو دنا منها الشيطان يتخطاها رجم فإحترق. وليست السماء بأعظم حرمه من المؤمن وحراسة الله تعالى له أتم من حراسة السماء والسماء متعبد الملائكه ومستقر الوحى وفيها أنوار الطاعات وقلب المؤمن مستقر التوحيد والمحبه والمعرفه والإيمان وفيه أنوارها فهو حقيق أن يحرس ويحفظ من كيد العدو فلا ينال منه شيئا إلا خطفه
وقد مثل ذلك بمثال حسن وهو ثلاثة بيوت:
1- بيت للملك فيه كنوزه وذخائره وجواهره
2- بيت خال صفر لا شىء فيه
3-بيت للعبد فيه كنوز العبد وذخائره
وجاء لص ليسرق من أحد البيوت فمن أيها يسرق..؟
فإن قلت من البيت الخالى لا محاله لأن البيت الخالى ليس فيه شىء يسرق وهذا قيل لإبن عباس رضى الله عنهما ان اليهود تزعم انها لا توسوس فى صلاتها فقال وما يفعل الشيطان بالقلب الخراب
وإن قلت يسرق من بيت الملك كان ذلك كالمستحيل الممتنع فإن عليه من الحرس واليزك ومالا يستطيع اللص الدنو منه كيف وحارسه الملك بنفسه وكيف يستطيع اللص الدنو منه وحوله من الحرس والجند ما حوله
فلم يبق للص إلا البيت الثالث فهو الذى يشن عليه الغارات
فليتأمل اللبيب هذا المثال حق التأمل ولينزله على القلوب فهى على منواله
وقد ذكر القرآن الكريم أنواعا كثيره من القلوب مثل:
القلب السليم (إلا من أتى الله بقلب سليم).........................................الشعراء89
القلب المنيب (من خشى الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب).............................ق 33
القلب المخبت (فتخبت له قلوبهم)....................................................الحج 54
القلب الوجل (الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة انهم إلى ربهم راجعون).......المؤمنون 60
القلب التقى(ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)........................الحج 32
القلب المهدى (ومن يؤمن بالله يهد قلبه)..........................................التغابن 11
القلب المطمئن (وتطمئن قلوبهم بذكر الله)..........................................الرعد28
القلب الحى (إن فى لذكرى لمن كان له قلب) ........................................ق 37
القلب المريض (فيطمع الذى فى قلبه مرض)..................................الأحزاب 32
القلب الأعمى (ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور).............................الحج 46
القلب اللاهى (لاهية قلوبهم)...................................................الأنبياء 3
القلب الآثم (لا تكتموا الشهاده ومن يكتمها فإنه آثم قلبه).....................البقرة 283
القلب المتكبر (كذلك يطبع الله على قلب متكبر جبار)...........................غافر 35
القلب الغليظ ( ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك).............آل عمران 159
القلب المختوم (وختم على سمعه وقلبه)....................................الجاثية 23
القلب القاسى (وجعلنا قلوبهم قاسية)......................................المائدة 13
القلب الغافل (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا).........................الكهف 28
القلب الأغلف (وقالو قلوبنا غلف)........................................البقرة 88
القلب الزائغ (فأما الذين فى قلوبهم زيغ)................................آل عمران7
القلب المريب (وارتابت قلوبهم)...........................................التوبه49
والأن هل علم كل منا أين قلبه بين هذة القلوب؟؟؟؟؟؟؟

الثلاثاء، ١٦ مارس ٢٠١٠

كأنى أكلت

كان يعيش فى منطقة (فاتح) فى اسطنبول شخص ورع اسمه (خير الدين كججى افندى) وكان عندما يمشى فى السوق وتتوق نفسه لشراء فاكهه أو لحم أو حلوى يقول فى نفسه كأنى أكلت ثم يضع ثمن تلك الفاكهه أو اللحم أو الحلوى فى صندوق له... ومضت الأشهر والسنوات وهو يكف نفسه عن لذائذ الأكل ويكتفى بما يقيم قوته فقط وكانت النقود تزداد فى الصندوق شيئا فشيئا حتى إستطاع بهذا المبلغ أن يبنى مسجدا صغيرا فى منطقته ولما كان أهل المنطقه يعرفون قصة هذا الشخص الورع الفقير وكيف إستطاع ان يبنى هذا المسجد اطلقوا على المسجد اسم كأنى أكلت أو جامع صانكى يدم
هذه القصه رواها الأستاذ الفاضل أورخان محمد على فى كتابه الشيق (روائع من التاريخ العثمانى) فهى قصه حقيقيه لأغرب اسم مسجد فى تركيا ويالها من قصه وياله من شاب..
هذا الشاب إستطاع ان يحول شهوته إلى البناء والتعمير بدلا من الهدم والتدمير
فسبحان الله خلق لنا الشهوة وما علينا إلا ان نحكمها ودليل ذلك قصة هذا الشاب فأين نحن اليوم من هذا فنحن لا نشترى ما يسد قوتنا فقط بل لا يرضينا إلا أن نشترى كل الأصناف وكل الأنواع وأحيانا من كثرة الطعام يفيض ونضطر ان نتخلص منه.. فلماذا؟
أين نحن من هذا الفقير الورع لماذا لا يكون قدوتنا ولماذا لا نحاول؟

الجمعة، ١٢ مارس ٢٠١٠

الهدية الأخيره


مع بداية شهر مارس من كل عام وأينما ذهبت لا أسمع إلا وقع تلك الأغنيه التى تصل إلى قلبى قبل أن تصل إلى أذنى وتلك الكلمات البسيطه التى تذوب معها المشاعر لتعبر عن نهر الحب الصافى فى حياتنا..... ست الحبايب يا حبيبه....يارب يخليكى يا أمى...
بعدها أبدأ فى رحلة البحث عن اجمل وأروع هديه لتعبر عن مقدار حبى لكى فأتحير وأتردد ثم لا ألبث ان أهدأ عندما يرشدنى قلبى قبل عينى إلى تلك الهديه.
ثم اطير إلى ذلك البيت الهادىء الذى طالما عشقت كل ركن فيه وأراكى تجلسين على ذلك الكرسى الذى طالما إعتدى الجلوس عليه فأرتمى بين ذراعيك واقبلك على جبينك الدافىْ واعطيك الهديه وتبتسمين تلك الأبتسامه الخجوله لتشكرينى ولا ادرى من الذى يفترض ان يشكر الأخر.
ثم نضحك من قلبينا ونقضى اليوم سويا وينتهى بدعوات جميله تنبع من قلبك الصافى وهكذا إلى ان أتى ذلك العام...
كنت أعلم يقينا ما هى الهديه التى سأحضرها لكى بدون حيره ولا تردد ولا حتى تفكير فكانت عينى تبصر ولا ادرى ماذا ترى وقلبى ينبض ولا ادرى احى هو ام ميت وعقلى كان الشىء الوحيد الذى يعمل.
اشتريتها وما على الأن إلا ان أذهب هناك إلى حيث هى.. كانت راقده . نائمه . هادئه . مبتسمه تلك الإبتسامه الخجوله وبجوارها إمرأه عجوز أفقت على صوتها وهى تقول لى: هاتى الكفن
ناولتها تلك الطبقات من القماش الأبيض وكانت هذه هى هديتى وبدأت تلف هذا الجسد النائم فى طبقه تلو الأخرى إلى أن رن صوتها فى أذنى وهى تقول: قبلى امك قبل ان أغطى وجهها وانحنيت وقبلتها على جبينها ثم غطت وجهها إلى الأبد..
وأخذوها من بين يدى إلى حيث لا عوده
رحلت وذهبت وغادرت وأصبحت فعلا ماضيا بعد أن كانت أملا مشرقا
تركت كل هداياى ولم تأخذ سوى تلك الهديه التى حتى لم تراها لتبدأ هناك حياتها الأخرى
أما أنا فعدت لأبدأ انا أيضا حياتى الأخرى
عدت لتسألنى عنك عصافيرك فقلت لها رحلت
وفقدت وقودى وزادى
وعيشى بدونك مر وقاسى
أعيش نهارى على ذكراكى
وانتظر ليلى لتكونى ضيفة أحلامى
وتمر الأيام لتقربنى إلى رؤياكى
أعلم إنك لن تعودى وأعلم إنك بإنتظارى
ولكنى لا أملك الأن إلا دعواتى
فالكل يقول لأمه كل عام وانتى بخير وأنا أقول انتى الخير لكل أعوامى
يارب يرحمك ياأمى ست الحبايب يا حبيبه